الحرب على أوكرانيا  خشية روسيا من توسع الناتو شرقا؟

الحرب على أوكرانيا  خشية روسيا من توسع الناتو شرقا؟

  • الحرب على أوكرانيا  خشية روسيا من توسع الناتو شرقا؟

افاق قبل 2 سنة

الحرب على أوكرانيا  خشية روسيا من توسع الناتو شرقا؟

المحامي علي ابوحبله

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعه حلف وارسو، بدأ توسع حلف الناتو شرقا في إثارة حفيظة روسيا وريثة السوفييت، التي تؤكد أن وعدا قطع بعدم التوسع شرقا. سردية يرفضها الناتو بينما يستشهد بها بوتين حتى في حربه على أوكرانيا.

أُسس حلف شمالي الأطلسي (الناتو) عام 1949 لمواجهة توسع الإمبراطورية السوفيتية، ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 دار النقاش حول مستقبل دور الناتو. في ذلك الوقت حث كثير من خبراء السياسة الخارجية قادة الغرب المنتصر على إنشاء إطار أمني جديد لإعادة تعريف العلاقات مع روسيا  التي ظهرت على أنقاض الاتحاد السوفيتي.

يقول دان بليش أستاذ الدبلوماسية في جامعة SOAS في لندن إن "الغرب كان يمتلك كل الأوراق عام 1990- 1991"، ويوضح بالقول "لقد تمكن الاتحاد السوفيتي من نهاية امبراطوريته بشكل سلمي (نسبيا). في شكل غير مسبوق ولم يحصلوا (قادة الاتحاد السوفيتي) على اعتراف بذلك".

زوال الاتحاد السوفيتي أدى إلى سلسلة من لقاءات واجتماعات بين مسئولين من الاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا والغرب، لكننا "لم نقدم عرضا إلى الروس لضمهم إلينا"، بحسب بليش.

ووسط عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في روسيا خلال التسعينيات، كانت معارضة التحالف الغربي واحدة من القضايا القليلة التي وحدت الطيف السياسي المنقسم في روسيا، وفقا لوثائق رفعت عنها السرية يحتفظ بها أرشيف الأمن القومي في جامعة جورج واشنطن.

الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين وهو أول رئيس لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قال في مؤتمر صحفي أجراه مع الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون في هيلسنكي "نعتقد أن توسع الناتو شرقا هو خطأ وخطأ فادح". في الواقع، تبين الوثائق نوعا من الوعود قطعها المفاوضون الأميريكيون لنظرائهم الروس بالإضافة إلى مناقشات السياسة الداخلية التي تعارض توسع الناتو في أوروبا الشرقية.

"في الوضع الحالي، ليس من مصلحة الناتو أو الولايات المتحدة منح دول (أوروبا الشرقية) العضوية الكاملة في الناتو وضماناتها الأمنية" وفق مذكرة وزارة الخارجية في عام 1990 ، بينما كانت تلك الدول لا تزال في طور الخروج من السيطرة السوفيتية مع تفكك حلف وارسو. "(نحن) لا نرغب، بأي حال من الأحوال، في تشكيل تحالف مناهض للسوفييت تكون حدوده الحدود السوفيتية. سينظر السوفييت إلى مثل هذا التحالف بشكل سلبي للغاية".

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تم حل حلف وارسو في عام 1991، الذي كان يضم الكتلة الشرقية بقيادة السوفييت. وسعى حينها الرئيس الأمريكي بن كلينتون إلى مفهوم الشراكة من أجل السلام، التي انضمت لها روسيا عام 1994. رغم ذلك ، كان هناك خلاف حول فهم إن كانت هذه الشراكة بديلا للعضوية في حلف الناتو أو في طريقا للعضوية.

في عام 1997 وقع الناتو وروسيا "الوثيقة التأسيسية" بخصوص العلاقات المتبادلة والتعاون والأمن، وتم تأسيس مجلس الناتو وروسيا في عام 2002، وكلاهما يهدفان إلى تعزيز التعاون. حصلت موسكو على دخول ووجود دائم في مقر الناتو في بروكسل. لكن هذا التبادل توقف إلى حد كبير منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في عام 2014.

حساسية روسيا من توسع الناتو شرقا كانت معروفة جيدا بالنسبة للغرب. الدبلوماسي الأمريكي جيمس كولينز كتب في عام 1993 في برقية لوزارة الخارجية: "بغض النظر عن كيفية فهمه، إذا تبنى الناتو سياسة تتصور التوسع في أوروبا الوسطى والشرقية دون فتح الباب لروسيا، فستفسر موسكو ذلك على أنه موجه ضد روسيا".

جي دي بندناغيل نائب السفير السابق للولايات المتحدة في ألمانيا قال إن خطأ الناتو الفعلي لم ليكن التوسع بقدر ما كان عدم أخذ وجهة النظر الروسية على محمل الجد بأن روسيا تعرضت للخداع. وأضاف :"لم نتعامل مع هذه المخاوف أبدا، اعتقدنا دائما أن هذه سردية سخيفة. ولذا كنا نقول، لا، لم يحدث هذا".

الناتو رفض شكوك بوتين  بأن روسيا يتم تطويقها، خصوصا بسبب المساحة الهائلة التي تشكلها روسيا والتي تبلغ إلى المحيط الهادئ. ورغم أن الجزء الأكبر من الروس يعيشون في الجزء الأوروبي من روسيا.

 

التعليقات على خبر: الحرب على أوكرانيا  خشية روسيا من توسع الناتو شرقا؟

حمل التطبيق الأن